في صيف 2003 وعد خوان لابورتا، رئيس برشلونة، أنه سيبدأ ثورة في صفوف الفريق، وأحد أبرز أركانها سيكون التعاقد مع النجم ديفيد بيكهام من صفوف مانشستر يونايتد، وبعد اتفاق الناديين، انهارت الصفقة، وانتهى المطاف بالإنجليزي في صفوف الغريم ريال مدريد. بعد انتقال بيكهام لصفوف الملكي، قرر برشلونة التحرك نحو بديل، والذي كان الهدف الأساسي للميرينجي، لاعب باريس سان جيرمان رونالدينيو، ليضمه بدلاً من نجم يونايتد، والجميع يعرف بقية القصة، البرازيلي سطر قصة نجاح في كتالونيا، وتحول لأحد أساطير النادي، فماذا كان سيحدث لو انعكست الآية وانضم بيكهام إلى برشلونة كما كان مقرراً، وذهب رونالدينيو إلى ريال مدريد؟
جالاكتيكوس برازيلي
انضمام بيكهام كان الحلقة الأحدث من جالاكتيكوس فلورنتينو بيريز بالعاصمة الإسبانية، والإنجليزي فشل في التألق كما كان الحال في يونايتد، واضطر حتى لتغيير مركزه إلى لاعب ارتكاز من أجل اللعب أساسياً في ظل تخمة النجوم، وفاز بلقب دوري وحيد طوال خمس سنوات بمدريد. قدوم رونالدينيو بدلاً من بيكهام كان سيضيف اسماً برازيلياً جديداً للكتيبة المتواجدة وقتها مثل رونالدو وروبرتو كارلوس، وربما كانت ستعود ثنائية رو-را الشهيرة التي جلبت كأس العالم 2002 للسامبا بكوريا واليابان، ومعها لكانت حقبة الجالاكتيكوس لتكون أكثر نجاحاً عما كانت عليه، ووجود زين الدين زيدان واجتماعه مع هذا الثنائي في فريق واحد فكرة مثيرة للعقل، حتى ولو على سبيل الخيال فقط.
فشل أم نجاح إنجليزي
هل انتقال بيكهام إلى برشلونة كان ليزيد من فرص نجاحه في إسبانيا؟ أسلوب لعب الجناح الإنجليزي الكلاسيكي كان من أهم الأسباب وراء عدم تأقلمه بسهولة مع الكرة الإسبانية، واللعب مع برشلونة الذي يفضل الكرة الجمالية والتمريرات القصيرة أيضاً ربما لم يكن ليساعده على التألق والتوهج كما كان الحال في مانشستر. وإذا كان رونالدينيو لعب دوراً كبيراً في الطفرة واستفاقة العملاق الكتالوني منذ وصوله في 2003، فالأمر ربما لم يكن ليحدث بوجود بيكهام، وكانت معاناة الفريق الكتالوني قد تستمر في ظل غياب اللاعب النجم الذي صنع الفارق وأعاد النادي للمنافسة.
مصير ميسي
وجود البرازيلي في برشلونة مهد لسطوع نجم ليونيل ميسي، الأمر الذي لم ينفيه الأرجنتيني، وأكد على أهمية دور رونالدينيو في تطوره، إذ اعتبره مثلاً أعلى وقدوة له في الملاعب، الأمر الذي يُصعب تخيله مع بيكهام لاختلاف أسلوب اللعب والإمكانيات عن الأرجنتيني، ولذا، يمكن القول إن فشل انتقال بيكهام إلى كتالونيا ساعد بشكل أو بآخر في توهج البرغوث.
ريال مدريد ينجو من الكابوس
في 2005 وقف جمهور "سانتياجو برنابيو" بأكمله لحظة خروج رونالدينيو لتحية البرازيلي بعد اللقاء الهائل الذي قدمه بقميص الغريم الأزلي برشلونة، وكانت النتيجة وقتها تشير إلى تقدم الأخير بثلاثية نظيفة، لقطة من الأكثر إذلالاً في تاريخ النادي الملكي، وكانت ستمحى ولن تحدث من الأساس لو كان البرازيلي ارتدى القميص الأبيض منذ البداية.
Comments